المدير المدير
مشاركاتى : 722 العمر : 59 دعاء : التقييم : 3 نقاط : 1359 تاريخ التسجيل : 08/03/2007
| موضوع: القصص القرآني لم يترك نوعا من النساء إلا وكشف عيوبه ومميزاته الخميس يونيو 21, 2007 2:45 pm | |
| القصص القرآني لم يترك نوعا من النساء إلا وكشف عيوبه ومميزاته في الحياة من الطبيعي أن تكون المرأة شريكة الرجل في صناعة الحدث، ولكن الرجل حين يقوم بكتابة التاريخ فإنه غالبا ما يتجاهل دور المرأة، ولذلك اعتقد انه توجد فجوة هائلة بين الروايات التاريخية واحداث التاريخ الحقيقية، ولكن القصص القرآني له اتجاه مختلف في الحديث عن مكانة المرأة ودورها المؤثر في التاريخ الانساني، كما في قوله تعالى: "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين. وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين"(التحريم 10 - 12). ونلاحظ في الايات ان الله تعالى ضرب المثل السيء للكافرين رجالا ونساءا بامرأتين، هما امراة النبي نوح وامراة النبي لوط، وضرب المثل الحسن للذين امنوا رجالا ونساء ايضا امراتين هما امراة فرعون والسيدة مريم، وفي هذا دليل قوي على مدى فاعلية المراة حتى في حياة الانبياء مثل نوح ولوط وموسى وعيسى عليهم السلام.
والقصص القرآني يعطي الشخصية في القصة حقها حسب تاثيرها ودورها، والمراة اخذت حقها في القصص القرآني حسب دورها في كل قصة وجاء ذلك متناغما مع دورها الحقيقي في الحياة الواقعية في كل عصر ويبدا دورها مع بدء الخليقة وهي زوج لادم حين اكلا من الشجرة، وليس في القصص القرآني انه كانت هي المسئولة وحدها عن خروج ادم من الجنة بل كانا معا جاء لهما الأمر معا وعصياه معا، وكذلك ازلهما الشيطان معا واخرجهما معا كما ورد في الايتين 25، 26 من سورة البقرة. [b]وسنعرض بايجاز لمثالين وردا في القرآن الكريم، الاول في قصة النبي موسى – عليه السلام – حيث نماذج انسانية متعددة للمراة صحبته منذ ولادته الى بعثته، والقصة وردت متفرقة في 34 سورة من سور القرآن الكريم كما ورد اسم النبي موسى – عليه السلام – بدءا من الاية 51 من سورة البقرة انتهاء بالاية 19 من سورة الأعلى … وتبدا القصة بأمه والوحي يأتيها بأنها اذا خافت عليه فلا تلقيه في أحضانها ولكن في احضان النيل لتشمله رعاية الله حيث يتربى في قصر فرعون الذي سخره الله تعالى ليرعى النبي القادم وتكون الملكة المؤمنة خير بديل لامه، ثم تاتي الاخت وتدلهم على مرضعة جديدة هي ام موسى نفسها، وبعد ذلك عند بئر مدين يساعد فتاتين في السقيا ويعرض عليه ابوهما الصالح ان يزوجه احدى ابنتيه والتي يعود بها النبي موسى – عليه السلام – الى مصر وفي سيناء تحتاج زوجته الى التدفئة ويرى نارا بجانب شجرة حيث يسمع كلام الله تعالى له وتكليفه بالرسالة. والمثال الثاني نجده في القصص القرآني حيث يحدثنا عن ملكة سبأ التي تملك وتحكم ولها من الحكمة ما يوضحه عنها عندما تستشير الملأ لما جاءتها رسالة النبي سليمان – عليه السلام – ولكن الرجال اهل الشورى يفوضونها في التصرف فعرضت عليهم اقتراحا بإرسال بعثة بهدايا وانتظار نتائج هذا الاقتراح، اي انها تفضل السلام وحل الموضوع بالطرق الودية لانها تعرف ان الملوك الرجال اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة تهلها اذلة … لم تغتر بالمستشارين اولي القوة والبأس الشديد وانما قدرت العواقب مما يدل على استحقاقها للملك، وربما لو كان هناك رجل في مكانها لاشعل حربا اضاع فيها ملكه وشعبه. وهكذا نجد القصص القرآني قد اورد نماذج مختلفة للمراة في سيرة الانبياء، من الخادمة الى الملكة الحاكمة، ومن الزوجة المؤمنة المقهورة امام زوجها الكافر الى الزوجة الكافرة المتمردة على زوجها النبي المؤمن، ومن الزوجة العاقر التي تلد بعد سن اليأس "زوجتي النبيين ابراهيم وزكريا عليهما السلام" الى الزوجة الولود للنبي يعقوب عليه السلام، ومن ام النبي اسماعيل – عليه السلام – المؤمنة التي تركها زوجها النبي ابراهيم – عليه السلام – في واد غير ذي زرع عند البيت المحرم الى امراة ابي لهب التي سيكون في جيدها حبل من مسد … تنوع هائل وموجز انساني واقعي في القصص القرآني لا نجد له مثيلا في الروايات التاريخية الانسانية. [/b] | |
|