صحة الطفل ... Arnold
--------------------------------------------------------------------------------
تطرأ على الطفل في فترة السنة الأولى من حياته أعظم هجمة على النمو الحسي و الحركي و الفكري ، إذ يتحول من مخلوق صغير وزنه ثلاثة كيلوغرامات تقريبا ، أعمى ، أصم ، أبكم ، إلى مخلوق يبصر و ينطق و يسمع ، وزنه ثلاثة أضعاف ما كان عليه ، يتفاعل تفاعلات مختلفة تجعله على اتصال مع المحيط الخارجي بعد أن كان معزولا عنه لا تصله به أية رابطة.
إن مثل هذا التحول العميق الذي يطرأ على الطفل جدير بالمراقبة و الملاحظة فعلى الأم أن تراقب وليدها بدقة و ذلك بمراقبة كثير من الحوادث و الأعراض في الطفل ، كمراقبة لونه و سحنته و تقوية عضلاته و نومه و حالة برازه . و تعتبر مراقبة الوزن و الطول و بزوغ الأسنان و انسداد اليوافيخ من الأمور الأساسية ....
نمو الطفل وزنا
يزن الطفل وقت ولادته في الحالة الطبيعية 3000 – 3500 غراما ،و يهبط هذا الوزن في الأيام الخمسة الأولى التالية للولادة بنسبة 7- 8 % ، ثم يبقى الوزن مدة يومين أو ثلاثة أيام ثابتا ليعود و يرتفع إلى حده الأول في اليوم العاشر من الولادة ، ثم يسير الوزن صاعدا بحيث يتضاعف الوزن في الشهر الخامس ، و يصبح ثلاثة أضعاف الرقم الأول في نهاية السنة الأولى و أربعة أضعافه في نهاية السنة الثانية و يمكن أن تعتمد الأرقام التالية بصورة تقريبية في مراقبة الوزن ، دون أن تكون لها قيمة مطلقة :
يزداد وزن الطفل خلال الشهر الأول 25 غراما يوميا وسطيا
يزداد وزن الطفل خلال الشهر الثاني 24 غراما يوميا وسطيا
يزداد وزن الطفل خلال الشهر الثالث 23 غراما يوميا وسطيا
يزداد وزن الطفل خلال الأشهر الثلاثة التالية 20 غراما يوميا وسطيا
يزداد وزن الطفل خلال الأشهر الستة التالية 500 غرام في كل شهر
و لا يعني هذا أنه يجب وزن الطفل يوميا ، لأن مثل هذا العمل يمكن أن يشوش الأم المتهوسة إذا رأت انحرافا عن الأرقام السابقة ، و إنما يكتفي بوزن الطفل يوميا خلال الأيام الخمسة عشرة الأولى ، ثم في كل أسبوع أو أسبوعين طوال السنة الأولى ، إلا إذا رأى الطبيب ضرورة لغير ذلك ، و يجب أن يكون الوزن في كل مرة ضمن الشروط نفسها أي في ساعة معينة و على مسافة محدودة من وقت الرضاعة ، و يستحسن أن يجري الوزن و الطفل معرى من ثيابه تماما ، لأن وزن الطفل بثيابه لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة صحيحة لعوامل كثيرة منها ، أن الأم قد تسهو عن عدد الثياب المستعملة في المرة السابقة و نوعها ، و أن الثياب قد يختلف وزنها بتأثير الغسل و الكي و القدم .
و يستحسن أن تثبت أرقام الوزن على شكل مخطط ، فيفيد ذلك في التعرف على حالة نمو الطفل بسهولة دون أن يلجأ إلى عمليات حسابية استنتاجية .
مراقبة نمو الطفل طولا
يفيد قياس طول الطفل بين وقت و آخر في مراقبة نموه و حالته الغذائية و تطور هيكله العظمي .
يبلغ طول الطفل حين ولادته 50 سم في الذكور و 49 سم في الإناث وسطيا ، ويتناسب ازدياد طول القامة عكسا مع سن الطفل ، فيزداد الطول في السنة الأولى 30 سم و في السنة الثانية 10 سم و في الثالثة 8 سم و يكون تفصيل ذلك كما يأتي :
يزداد طول الطفل في الولادة حتى الشهر الرابع 10 سم فيصبح الطول 60 سم .
يزداد طول الطفل من الشهر الرابع إلى الشهر الثاني عشر 10 سم فيصبح الطول 70 سم .
يزداد طول الطفل في بدء السنة الثانية إلى نهايتها 10 سم فيصبح الطول 80 سم .
يزداد طول الطفل في السنة الثالثة 10 سم فيصبح الطول 90 سم .
و اعتبارا من السنة الرابعة تكون الزيادة تقريبا 5 – 6 سم سنويا حتى يبلغ الطفل سن العشرين .
و تفيد معرفة النسبة بين الوزن و طول القامة في تقدير حسن تغذية الطفل أو سوءها و تكون هذه النسبة و / ط أي الوزن على الطول معادلة لـ 70 في الشهر الأول و لـ 90 في الشهر الرابع و لـ 120 في الشهر الثامن و لـ 130 في الشهر الثاني عشر .
مراقبة النمو في الجمجمة
يكون محيط رأس الطفل عند ولادته 24 سم تقريبا ، و يصبح 35 سم في الشهر الأول و 40 سم في نهاية الشهر الثالث و 45 سم في نهاية الشهر التاسع و 46 في نهاية السنة الأولى ، و معنى ذلك أن محيط الرأس في خلال السنة الأولى من العمر يتجاوز محيط الصدر و البطن .
و لا تكون عظام الجمجمة في الوليد الصغير ملتحمة التحاما عظميا و إنما تصل بينها قطع غضروفية ، و توجد في حذاء زوايا التقاء هذه العظام مسافات صغيرة خالية من العظام تسمى اليوافيخ .. أهمها اليافوخ الأمامي و اليافوخ الخلفي .
و ينغلق اليافوخ الخلفي ، كما تلتحم الدروز بين العظمية في خلال السنة الاولى . أما اليافوخ الأمامي فلا يتعظم في الحالة الطبيعية إلا في الشهر الخامس عشر ، و قد يتأخر هذا التعظم في حالات نقص التغذية و في الأطفال المصابين بالخرع ، و قد يكون هذا التأخر كبيرا جدا فلا يتعظم اليافوخ إلا بعد السنة الثانية أو الثالثة .