فوجئت بتبليغ سند عزلي من الوكالة بعد ثلاثة أشهر من إقامتي للدعوى ، وكان يوماً تلبدت فيه السماء بالغيوم إلا دمعة من عيني تساقطت فوق سند العزل ، وفكرت ملياً بالأمر ولم أتبين سبب العزل ، فلا أنا قصرت في الدعوى ولا أنا أسأت التصرف بحق موكلي ولا من شائبة قانونية في دفوعي !
عملت على الاتصال بموكلي فلم يرد علي ! وعاودت الاتصال مرات ومرات بدون فائدة ! وبقي سبب العزل مجهولاً لدي إلى أن عقدت جلسة المحاكمة
فخرج محامي الخصم ليقص علي مستغرباً ماسمعه من موكلي عن عزلي ، حيث تزعزعت ثقته بي لأنه شاهدني جالساً معه أحتسي القهوة ، فشك بالأمر وسارع إلى عزلي !.
قد تكون هذه حالة خاصة وراء العزل إلا أن المعيار الشخصي يلعب دوراً هاماً في فهم طبيعة العلاقة بين الموكل ومحامية وبين الزميل مع زميله أيضاً ، فهناك من يعتبر المحامي الوكيل قد أصبح أسير مشيئة موكله بمجرد توكيله وعليه الابتعاد عن زميله حتى الامتناع عن مصافحته وتسيطر هذه الذهنية على بعض المحامين الذين يرون في محامي الخصم خصماً لهم وينفرون من مجالسته على طاولة واحدة ! فالموضوع لايتعدى الفهم الخاطئ لعمل المحامي من أنه ليس خصماً شخصياً في الدعوى بل وكيلاً عن الخصم يمثله في الدعوى بصفته محامياً قانونياً ، كما أن علاقة الزميل بزميله تربطها صفة الزمالة وصلة المودة والاحترام المتبادل ويحكمها قانون تنظيم المهنة وأعرافها وتقاليدها ويجب التمييز بين محام بصفته وكيلاً عن موكله في الخصومة القضائية سواء أكان مدعياً أو مدعى عليه وبين شخص المحامي وعلاقته بشخص زميله ووجوب احترام حقوق الزمالة بعيداً عن الموكلين المتخاصمين ، أما عزل موكلي لي لأنني جلست مع الزميل محامي الخصم فلعله خطأ بدر منه وجل من لايخ