مواجهة ساخنة بين الدبلوماسي الشاهد و الجاسوس النووي
10/6/2007المتهم: أنا وطني .. مفتون برأفت الهجان وجمعة الشوان.. !
حاولت خدمة بلدي باستحضار أحدث أجهزة التجسس في العالم ...
شهدت محكمة أمن الدولة العليا "طواريء" خلال جلستها الثانية جلسة ساخنة لمحاكمة جاسوس الطاقة الذرية محمد سيد صابر "مهندس بهيئة الطاقة الذرية" واثنين آخرين هاربين هما براين بيتر ايرلندي وشيرو أيزو ياباني لاتهامهم بالتخابر لمصلحة المخابرات الاسرائيلية للاضرار بالمصالح القومية بالبلاد وأخذ مبالغ مالية مقابل التعاون معهم لصالح إسرائيل وامداده بأوراق سرية خاصة بهيئة الطاقة الذرية.. وقررت المحكمة تأجيل المحاكمة لليوم للاستماع إلي شهادة د. إسلام علي رئيس هيئة الطاقة الذرية.
استكملت المحكمة مناقشة المتهم حيث أمرت بإخراجه من قفص الاتهام وأكد أنه أبلغ مسئول السفارة المصرية بالسعودية بالرقم السري الذي اعطوه له وحصل علي إذن من المخابرات المصرية للتوجه إلي اللقاء السادس والحصول علي أحدث جهاز للتجسس علي الشبكات وبرنامج التشفير.. وأكد المتهم انه معجب بالمخابرات المصرية وتاريخها المشرف وانه كان يرغب في العمل معها منذ فترة ومعجب برأفت الهجان وجمعة الشوان وطلب من مندوب السفارة المصرية في السعودية ذلك.. وأشار الشاهد إلي أنه كلف بعدة أمور لم ينفذ منها أي شيء سوي تسليمهم تقارير غير سرية لمجاراتهم والحصول منهم علي مبالغ مالية بحجة الحصول منهم علي جهاز التجسس والإبلاغ وتقديمه لمصر وهي معلومات عامة وليست سرية.
نفي المتهم ما قيل عنه من انه يحب إسرائيل ولكنه معجب بالتقدم العلمي ويرغب في نقله إلي مصر صاحبة حضارة 7 آلاف سنة.
وقال انه لم يحصل علي مبالغ مقابل التقارير النووية وتعويض عن تركه العمل بالرياض ولم يتلق سوي مصروف جيب بلغ 7 آلاف دولار وتم تحريز 3 آلاف في النيابة.
حدثت مناظرة بين الشاهد مسئول السفارة المصرية بالسعودية الدبلوماسي د. أحمد بهاء الدين إبراهيم سكرتير أول سفارة مصر في الرياض والمتهم أثناء سماع شهادته الذي أكد أمام المحكمة انه تعاطف معه في اللقاء الأول بالسفارة ولكن حدث له ذهول بعد القبض عليه ثم عاد وقرر انه تيقن انه مبلغ غير صادق وسييء النية لرفضه تأجيل سفره لهونج كونج حتي يصل رد القاهرة علي بلاغه يوم 8 فبراير الماضي أو تعديل خط سفره من السعودية إلي دبي ثم هونج كونج بالعودة إلي القاهرة أولا للقاء مندوب من مصر ثم السفر إلي الخارج أو عدم السفر لاحضار جهاز التجسس وبرنامج التشفير الحديث وقال ان الوقت تأخر وان عملاء الشركة الأجنبية في عجلة من أمرهم.
وأضاف الشاهد أمام المحكمة ان العاملين بالسفارة عادة يأتي إليهم بلاغات كثيرة من مواطنين بالتهديد أو التجنيد من جهاز مخابرات يتم التعامل معهم بعد التأكد من انهم أشخاص عاقلون علي أساس ثلاثة أمور أما يكون مبلغا صادقا أو غير صادق يبلغ لتغطية نفسه بعد تورطه أو مدفوع من جهة أجنبية وبعد اللقاء الأول لمدة 3 ساعات مع المتهم تأكدت أنه عاقل وتعاطفت ولكن أخذت عليه تهاونه في الإبلاغ منذ شكه في نية الشركة في أكتوبر وحضوره قبل سفره لهونج كونج ب48 ساعة فقط ولم يستطع تغيير خط سفره أو تأجيله لحضور رد القاهرة.
تطوع اثنان من المحامين خلال جلسة المحكمة للدفاع عن المتهم فاستجابت المحكمة وقالت ان المتهم حقه الدستوري انه بريء حتي تثبت إدانته.
بريء
قبل الجلسة تحدث المتهم من داخل قفص الاتهام وقال أنا بريء وأنا أرغب في خدمة مصر والكلام اللي اتقال عني في الوكالات والصحف ده كدب.
بكاء
أخذت والدة المتهم تبكي طوال الجلسة وتقول ابني بريء وبجوارها زوجته التي التزمت الصمت.
عقدت الجلسة في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر برئاسة المستشار محمد رضا شوكت وعضوية المستشارين إبراهيم أحمد الصياد وشوقي أحمد قايد بحضور طارق الخولي وأمانة سر أيمن محمد محمود.
اكتظت القاعة بمندوبي الصحف ووكالات الانباء وبالغت أجهزة الأمن في تنظيم الجلسة بإشراف اللواءين عماد الشافعي مساعد المدير للأمن العام وعادل الديري مدير الترحيلات والعميدين ميشيل رشدي وأحمد ماهر والرائد ياسر زعتر وأحمد شحاتة وتم إدخال حواجز حديدية لتنظيم أماكن تواجد كاميرات الفضائيات في جانب القاعة.
تذاكر السفر
قال المتهم محمد سيد صابر للمحكمة انه أبلغ عن كل شيء في بلاغه الذي قدمه قبل سفره لهونج كونج لمندوب السفارة وأنه سلم تذاكر الطيران لمسئول السفارة فقال له مافيش مشكلة وسافر لاحضار جهاز التجسس علي الشبكات وبرنامج التشفير وطلب مقابلة الأمن القومي بعد عودته من السفر يوم 18 فبراير.
أضاف المتهم انه كتب 80% من المعلومات في بلاغه بالسفارة حوالي 40 صفحة فلوسكاب وقلت في بلاغي الشفوي انني اعطيتهم بعض المعلومات لمجاراتهم وأكد انه عندما تأكد أنهم يتعاملون لصالح الموساد وشكه في نوياهم لم يلق هذا الأمر في نفسه قبولا ولكنه أراد استنزافهم ماديا ونقل الحديث لديهم لمصر.
أجاب الشاهد علي اسئلة المحكمة حيث ان عودته مرتين إلي مصر.. في المرة الأولي لم يتأكد من نواياهم والمرة الثانية كانت مدة قصيرة لم تمكنه من الاتصال بالمخابرات حتي لا يتم منعه من السفر ودليل علي حسن نيته انه قدم علي هجرة لكندا وقام باستقدام زوجته لاستمراره في العمل بالسعودية وعدم الاستجابة لطلبهم بالعودة لمصر للعمل لصالحهم.
استمعت المحكمة لشهادة الدكتور أحمد بهاء الدين إبراهيم "سكرتير أول لسفارة القاهرة بالرياض" حيث قال انه تقابل مع المتهم بالصدفة أثناء تواجده بالسفارة يوم الجمعة وطلب منه عدم التحدث في أي أمر يخص الأمن القومي في الهاتف وبالفعل حضر بعد نصف ساعة وبعد 3 ساعات تأكد انه عاقل وكتب في تقريره انه لابد أخذ بلاغه محمل الجد.
أكد الشاهد انه لم يذكر في تقريره أي شيء عن المتهم من انه مبلغ كاذب أو صادق أو سييء النية.
وأضاف الشاهد انه وصلته رسالة من المتهم بعد اللقاء الأول معه محتواها أن "البتزا وصلت والعزومة بكرة بالليل" وانه يتفق معه علي شفرة معينة وبعد مقابلته قبل سفره يوم السبت صباحا ناقشته مرة أخري في بلاغه وتسلمت منه تذاكر سفره وتفاصيلها وأرسلتها لمصر.. وطلب مني بعد عودته مقابلة مسئول بالأمن القومي حيث انه سوف يتسلم جهاز التجسس وبرنامج التشفير هناك.
أكد الشاهد أمام المحكمة انه شعر بالقلق عليه أثناء سفره بعد ان وصلت مكالمة هاتفية منه في 16 فبراير بأنه تم وضعه علي جهاز كشف الكدب 3 مرات والموضوع كبير ثم اغلق الخط ثم رسالة محتواها "أزيك يا دكتور خلي الجماعة في مصر يأخذوا اجراءاتهم عادي و"بلاش" اجتماع اليوم الأول.. خليهم يتصلوا بي بعد يومين.. أخوك "أبوحميد الصيني" فقمت بإبلاغ الخارجية بذلك.